(3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هيا لنبحر في الأعماق و نتكلم عن الأخلاق والمعاملات في قرآن رب الأرض والسماوات
هيا إلي معاملات أفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ الحجرات ( 11)
توضح الآيه طريقه للتعامل بين المسلمين بعضهم البعض واللتي بها لا يُضمر مسلم لأخيه شيُُء في قلبه فقد اهتم ربنا الجليل بأن تكون قلوبنا صافيه تجاه أخواننا
معاً لنوضح كيفية التعامل
لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ
عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ
أي لا يستهزىء قوم من قوم (وهنا قوم تعني الرجال ولذلك ذُكر بعدها النساء) لأن هذا يدخل في الكبر
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الكبر بطر الحق وغمط الناس)
غمط الناس أي إحتقارهم
(حديث 91) أخرجه مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً
عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وهذا لقوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات( 13)
أي انه قد يكون من تحتقره هذا أفضل منك عند الله بتقواه
وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
أي لا تعيبوا في إخوانكم فأنتم وإخوانكم جسد واحد فمن عاب في أخيه كأنما عاب نفسه
وهذا لقوله تعالي بسم الله لرحمن الرحيم
لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) النور( 12)
أي ظنوا بأخوانهم خيرا
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ
أي لا تتنادوا بالألقاب المكروهه فيما بينكم فلا تنادي أخاك إلا بأحب الأسماء اليه
بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ
أي اذا كان لأخيك اسم تناديه به قبل توبته لا يحبه او يُذكره بذنب كان يفعله فلا تكرره عليه بعد التوبه لأن ذلك يَعد سباب
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)
(حديث البخاري 4 ومسلم (حديث 64) من حديث ابن مسعود مروفعًا
لذلك ُذكر في الآيه الفسوق وهو معني أخر للسباب
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وفي ختام الآيه حثنا ربنا علي التوبه فمن فعل في أخيه أي شيء مما سبق وجب عليه التوبه تعظيماً لرابطة الأخوه في الأسلام ومن لم يتب فهو من الظالمين
والله الموفق لصالح الأعمال ولا يكلف الله نفسا الاوسعها
اللهم أمنحنا
قبول أدم ورفعة إدريس وعمر نوح وقلب إبراهيم وصدق إسماعيل ولسان داوود وفهم سليمان وصبر أيوب وفصاحة شعيب و رفق هارون وقوة موسي وجمال يوسف
وحياء يحيي وحنان عيسي
وأخلاق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .. وكان خلقه القرآن