الحلقه 3

الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ
(الحجر : 91 )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توقفنا اخوتي فى الله فى الحلقه السابقه عند كلمه
عضين وشرحنا معناها
فما هم المقتسمين

ولقد وجدت اختلافا كثيرا على تفسير هذه الكلمه
وكلها مقبوله وهذا من جمال القرآن الكريم وروعته
فهو يعطينا اكبر قدر ممكن من المعلومات والمعاني
فى اقل عدد ممكن من الكلمات
ويمكنك ان تقارن ذلك عندما تقرأ الكتب السماوية الاخرى غير القرآن كالانجيل والتوراه
فإنك قد تشعر بالملل من كثرة التفاصيل
فالقصة الواحده فى الكتاب المقدس
قد يتم ذكرها فى عشرات الصفح
بادق التفاصيل ويقال فلان قام ثم جلس ثم اضطجع
ثم وضع يده هكذا والتفت حتى السلام والتحيات
على العكس انك مثلا تجد وانت تقرأ سورة مريم
فى الايه السابعه

يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً
(مريم : 7 )

وفى الايه الثانية عشر

يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً
(مريم : 12 )

فهى سرعه رهيبة فبين الايتين سنوات عديده
فيما بين التبشير به ومولدة وفرح ذكريا بميلاده
ثم كبره حتى ان اوتى الحكم واصبح نبيا
وتفاصيل اخرى هائله من حركة والتفات وسلامات
وما نراه فى الكتب الاخرى

فالحمد لله على نعمة الاسلام وعلى نعمة القرآن

اما المقتسمين

فضمها بعض المفسرين الى كلمة عضين
وجعلوها ايضا

هم الذين قسمو القران اجزاء واعضاء
وامنو ببعضه وكفروا ببعضه

وقالوا هم اليهود والنصارى

وقالوا كل من اقسم على الله كذبا
مثل

وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللّهُ مَن يَمُوت

أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ اللّهُ بِرَحْمَةٍ

اي انهم ما كذبوا شيئا حتى اقسموا عليه

وقالوا هم قوم صالح

تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ

وقالوا هم الذين تقاسموا شعاب الجبال أثناء الدعوه
يوقفون كل مار ويحذرونة من محمد ورسالته والقرآن الذي جاء به

انظروا أحبابي فى الله
هذه كلمة واحده من كلمات القرآن
حوت كل هذه المعاني
فاي بلاغة تلك واي روعة
وأي دقه

أعلموا ان الفرق بين كلام الله وكلام البشر
كالفرق بين الله و البشر

وهكذا اقرأوا القرآن
كي تفقهوه